“أنا الآن وحدي وهذه النهاية”.. قصة ليبي تبكي

“أنا الآن وحدي وهذه النهاية”.. قصة ليبي تبكي
(اخر تعديل 2023-09-19 19:13:26 )

وطن- وثق مقطع مصور مأساة عاشها مواطن ليبي كان يقيم في مصر أثناء إعصار دانيال الذي ضرب البلاد وخلف آلاف الضحايا والمصابين.

وعندما عاد الليبي حسن قصار وجد أولاده وحفيدته قد توفوا بعد أن غمرت الفيضانات منزلهم في درنة بليبيا في واحدة من مآسي العصر التي ضربت هذا البلد الإفريقي.

ووفق نشطاء كان الرجل قد ربى أولاده بمفرده بعد وفاة والدتهم منذ ستة عشر عاماً واكتملت ماساته بفقدان كامل عائلته.

قصة ليبي تبكي القلوب

وظهر قصار في مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة وهو يجلس إلى جانب حطام منزله ويقول والدموع تملأ عينيه: “أنا الآن وحدي وهذه هي النهاية”.

وقال الرجل إنه كان ينوي المجيء إلى بلاده من مصر يوم الجمعة الماضي ويوم الأحد كلّمته “ولية” –سيدة- وهي عمة زوجته الراحلة لتقول له “يا حسن هناك مشكلة في حوشك (حديقة منزلك)”.

وأضاف حسن أنه كان وحيداً منذ 16 سنة ويقوم على تربية أبنائه بعد وفاة زوجته وقرر العودة إلى ليبيا من مصر حيث يعمل هناك، ووجد أبناءه متوفين بعد أن داهمتهم المياه في منزلهم ورفعتهم إلى السطح.

وروى قصار أن أولاده الأربعة كانوا ممددين في الصالون وكانوا يمسكون بيد ابنة أخ لهم ففلتت من يديهم وسقطت في الماء الذي غزا المنزل.

وعرض الأب المكلوم ما قيل إنها هدية من خطيبها في عيد ميلادها. وخاطب قصار أحمد أبنائه المتوفين فيما كان يستعرض صورة له بالبدلة العسكرية:”يا سالم قاعد توحشني يا سالم”.

وتابع وهو يضع يديه على رأسه ويردد بنبرة مؤثرة :”أنا الآن وحدي وهذه هي النهاية” لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

قصص من مآسي ليبيا

وقال الأب المفجوع في لقاء مع قناة العربية إن الناس أخبروه أنهم دفنوهم ووجدوا الجثث الأربع ملقاة على أرضية غرفة المعيشة.

وأضاف :”لا يحزنني موتهم بل يحزنني أنني غادرت ولم أتمكن من القيام بدوري كأب لهم لضمان مستقبل أبنائي وإعدادهم للزواج وابنة ابني كانت هناك أيضًا كانوا يمسكون بها قبل أن يسحبها التيار بعيدًا”.

وبحسب التقرير فإن أن “حسن” كحال الآلاف ممن فقدوا عائلاتهم في الفيضانات وانطلقت تظاهرات غاضبة وسط المدينة لمحاسبة المسئولين عن الكارثة”.

وذكرت وكالات الأمم المتحدة يوم الاثنين أن مدينة درنة الليبية المنكوبة بالفيضانات، حيث قتل الآلاف قبل أسبوع، تواجه خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى “أزمة مدمرة ثانية”.

وجاءت الفيضانات الهائلة التي أودت بحياة أكثر من 3000 شخص وخلف آلاف آخرين في عداد المفقودين، في الوقت الذي تعرضت فيه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا التي مزقتها الحرب إلى إعصار قوي، في 10 سبتمبر/أيلول.

ويحتاج السكان المصابون بالصدمة الذين أصبح 30 ألف منهم الآن بلا مأوى، بشدة إلى خدمات التنظيف.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من انعدام المياه والغذاء والإمدادات الأساسية وسط تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: “كانت فرق من تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة موجودة على الأرض لتقديم المساعدات والدعم للمتضررين من العاصفة دانيال والفيضانات المفاجئة خلال الأيام القليلة الماضية”.

قصة ليبي تبكي القلوب جراء إعصار دانيال
قصة ليبي تبكي القلوب جراء إعصار دانيال
قصة ليبي تبكي القلوب جراء إعصار دانيال
قصة ليبي تبكي القلوب جراء إعصار دانيالالفيضانات في درنة

صدمات نفسية

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن عشرات الآلاف من السكان المصابين بصدمات نفسية أصبحوا بلا مأوى ويحتاجون بشدة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية وسط تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن فرق اليونيسف قامت بتسليم “مجموعات طبية لخدمات الرعاية الأولية لدعم 15,000 شخص لمدة ثلاثة أشهر”، بينما قامت المفوضية بتوزيع الإمدادات بما في ذلك البطانيات والقماش المشمع ومعدات المطبخ على 6,200 أسرة نازحة في درنة وبنغازي.

وأطلقت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي نداء مساعدات لجمع أكثر من 71 مليون دولار للاستجابة الطارئة في درنة وأجزاء أخرى من شرق ليبيا.